الأناناس فاكهة إستوائية ، عجيبة الشكل ، متفردة الخواص ، لذيذة الطعم ، عصيرية المحتوى ، ليمونية اللون.
هذه الفاكهة ما كانت معروفة قبل إكتشاف القارة الأمريكية ، وظلت نظرة الناس لها على أنها شيء غريب لمئات السنين في القارة الأوروبية حتى بعد إكتشافها.
عندما أكتشفت «أمريكا» في القرنين الخامس عشر والسادس عشر بمواردها الطبيعية كان من بين ما أكتشف في جنوبه الأناناس الذي كان ينمو طبيعياً هناك وإنشغل أهل أمريكا الجنوبية في تلك الحقبة الزمنية بمعرفة أسراره وتطوير زراعته ، ومن هناك انتقلت زراعته إلى شتى البقاع الحارة في العالم وسمي حينها
بتفاحة الصنوبر «Pineapples» وهو كذلك إلى يومنا هذا ، وعدا المناطق الحارة فقد انحصرت زراعته كهواية عند محبي الزراعة في البيوت المحمية .
ومنذ تلك الحقبة الزمنية إلى بداية قرننا الحالي كان
الأناناس فاكهة قليلة الأهمية من الناحية الاقتصادية حتى جاءت ثورة الصناعات الغذائية ، وظهرت صناعة التعليب فأصبح لهذه الفاكهة شأن آخر فزادت مساحتها المزروعة على نطاق العالم.
وبفضل تطور النقل البري والبحري والجوي أصبح الأناناس ومعلباته وعصيره من أشهر الفواكه انتشاراً يزاحم الحمضيات في معرفة الناس به.
للأنناس أصنافللأناناس اليوم أكثر من صنف إلا أن الصنف الناعم والمسمى كاييني الأملس «Smooth cayenne» هو أكثر الأنواع انتشاراً في العالم ويأتي في المرتبة التالية صنف الملكة وسنغافورة الإسبانية وصنف يسمى «التعليب» والصنف الإسباني الأحمر المشهور في أمريكا.
ولإرتباط كثير من أنواع الأناناس بموطنه فإنه يكفي قراءة الصنف الموضح على بطاقة التعليب ليعرف بلد المنشأ.
الأناناس والإنتاج العالميومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية بدأ الإنتاج العالمي من
الأناناس في زيادة مطردة ، وبحلول عام 1949م كان الإنتاج قد وصل إلى «1.3» مليون طن متري.
وفي عام 1976 أعلنت منظمة «الأغذية والزراعة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة الفاو» أن الإنتاج العالمي للأناناس قد وصل إلى 5.5 مليون طن متري.
وأكثر هذه الزيادة في الإنتاج تعود إلى التوسع في زراعة الأناناس في دول أمريكا اللاتينية النامية والشرق الأقصى وأفريقيا.
نبات الأنناس ينتج ثمرة مركبة تتكون من ثمرات صغيرة مستقلة ولكنها تتحد مع بعضها لتكون
ثمرة الأناناس.ومن الأمور الغريبة والطريفة أيضاً التي يتفرد بها الأناناس أن الزهرات المستقلة التي تكون الثمرات «المكونة للثمرة الواحدة» لا تزهر في وقت واحد ، لذلك تجد الثمرات في مراحل مختلفة من النضج ويحتاج قطفها إلى حكم بالعين المجردة ، ويجب على القطاف تقويم شامل للثمرات قبل قرار قطفها ، لذلك تتم المراحل الأولى من الحصاد بالقطف اليدوي ومن ثم تكمل العملية بنقل الثمرات بالسيور المتحركة والشاحنات.
بعد قطف الثمار فإنها تحفظ وتعتبر أكثر الطرق شيوعاً في حفظ الأناناس التعليب ، إذ تصنف الفاكهة وتفرز حسب الحجم والشكل والخلو من العيوب الكبيرة وتستبعد الأطراف والقشرة والبذور ، ويقطع اللب على أشكال أسطوانية ثم إلى شرائح أو قطع صغيرة ، وتعلب في محاليل سكرية .
وقد تحفظ ثمرة الأناناس بكاملها حيث تجمد وتنقل بالطائرات والسفن إلى الأسواق البعيدة .
تركيب الأناناس
تدخل في تركيب
ثمرة الأناناس عدة مواد كيميائية من أشهرها مركبات النكهة التي تتكون من مواد طيارة تدرك بواسطة حواس الشم ، ومواد غير طيارة مثل السكر والأحماض العضوية التي تدرك بواسطة براعم التذوق في اللسان .
أما المركبات الطيارة فقد كان لظهور تقنيات التقطير التفاضلي «التجزئي» والتحليل الكروماتغرافي الفضل الكبير- بعد الله- في كشف المركبات الطيارة وفصلها من ثمرة الأناناس .
ونتيجة للجهود الكبيرة التي بذلها الكيميائيون فقد تم فصل أكثر من 64 مركباً من الاسترات «مثل الإثايل فورميت والميثايل فورميت والإيثايل استيت والاسترات الأخرى» ومركبات كيتونية أخرى ، وكذا أنواع من الكحولات ومركبات نكهات أخرى عطرية طيارة أخرى .
ويؤكد خبراء الأناناس أنه مهما يكن تركيز المواد العطرية الطيارة مؤثراً في حواس الشم فلابد أن يكون هناك أيضاً توازن في محتوى الفاكهة من مركبات الحلاوة «السكريات» والحموضة حتى تروق الفاكهة المستهلك ، فقد يحكم على المادة الغذائية التي تفتقد السكر بأنها حامضة ، ولكن في وجود كمية كافية من السكر مع وجود الكمية نفسها من الحامض تكون هذه المادة الغذائية مقبولة للمستهلك.
والأحماض العضوية الموجودة في ثمرة الأناناس هي حمض الستريك ثم حمض الماليك الذي يأتي في المرتبة الثانية ثم حمض الاسكوربيك «فيتامين ج» وحمض الاكساليك.
أما السكريات فتتكون من السكروز والجلكوز والفركتوز ، في بداية نمو الثمرة تكون نسبة سكريات الجلكوز والفركتوز عالية ، بينما تنخفض نسبة السكروز «سكر المائدة» ولكن عند مرحلة النضج ترتفع نسبة السكروز وتنخفض نسبة السكريات الأخرى.
القيمة الغذائية للأناناستساهم الكربوهيدرات في الأناناس بمعظم السعرات الحرارية التي تبلغ «52» سعراً حرارياً لكل 100 جم من الفاكهة فتبلغ نسبة السكروز في فاكهة الأناناس حوالي 12% تليها نسبة الجلكوز بحوالي 3% ثم الفركتوز 2% ثم السليولوز حوالي 5% والنشا حوالي 002% وحوالي 19% سكريات «كربوهيدرات» أخرى ، ثم ألياف غذائية على صورة بكتين تصل نسبة 16% من وزن الثمرة .
البروتيناترغم وجود البروتينات في ثمار الأناناس على صورة أحماض أمينية حرة إلا أن فاكهة الأناناس لا تعتبر مصدراً مهماً لهذه العناصر الغذائية .
الفيتاميناتيعتبر فيتامين «ج» هو الفيتامين الأساسي في الأناناس مع وجود فيتامينات أخرى بنسب ضئيلة ، وقد يصل محتوى فيتامين «هـ» إلى 25 ملجم لكل 100 جرام من فاكهة الأناناس ، كما توجد كميات صغيرة من فيتاميني «أ» و«ب» المركب.
المعادن والأملاح
يعتبر الأناناس غنياً بعنصر البوتاسيوم الذي يصل محتواه إلى 330 ملجم لكل 100 جم فاكهة يليه الماغنسيوم والكالسيوم والسليكون والصوديوم والفسفور ، ويحتوي الأناناس على نسبة عالية من أملاح النترات .
فوائد الأناناس1 - فقد وجد أن عصير هذه الفاكهة يساعد على الهضم
وعلى نقاء الجلد وصحته ، فهو يسّهل هضم الطعام ويمنع قبوضة المعدة ، وينصح به المصابون بفقر الدم وعسر الهضم .
2 - يكافح القروح والحروق ولب الأناناس المهروس لعلاج الجروح وورقها لتغطية الجرح مثل الكمادات .
3 - يحتوي على إنزيمات قوية أهمها ((البروميلين)) المعروف بقدرته القوية على هضم البروتينات فهو يهضم في دقائق كمية تفوق وزنهه ألف مرة .
4 - ومن فوائد ((البروميلين)) إنه يحفز الجسم على إنتاج ((البلاسمين))
وهي مادة تذيب الجلطات الدموية و يمنع تراكم الدهون داخل الأوعية الدموية خصوصاً الشرايين ، لذلك يمنع تصلب الشرايين .
5 - وهو مضاد قوي للإلتهابات .
ويستخدم ((البروميلين)) في علاج عدد من المشكلات الصحية مثل :
مرض القلب
إلتهاب المفاصل
وإلتهاب الجهاز التنفسي
وعسر الهضم
وهو قادر على تعزيز مفعول المضادات الحيوية والعقاقير المستخدمة في العلاجات الكيميائية
ويساعد في علاج الكدمات والرضوض والتواء المفاصل .
6 - كما يحتوي على حمض((ب-كوماريك)) وحمض((كلوروجينيك)) ممكن أن يشكلا دفاعاً فعالاً ضد مرض السرطان
وهما مع بعض المواد الأخرى الموجودة في الأناناس تساهم في خفض مستوى الكوليسترول السيء وفي تخفيف إرتفاع ضغط الدم وتنقية الدم وتخفيف أعراض الحساسية وهما مضادات أكسدة قوية .
7 - وهو مفيد لعلاج مسامير القدم حيث تهرس شريحة منه ويوضع على المكان لمدة نصف ساعة..
8 - يستعمل كمادة لتطرية اللحم القاسي .
9 - يكافح الرشح وعوارضه بسب إحتوائه على الفيتامينات وخصوصاً فيتامين c .
10 - يكسر العطش والحر في الصيف وبسبب كثرة الماء في تركيبه فإنه يمنع ضربات الشمس وهو خافض للحرارة .
11 - يدر البول ويزيد التعرق ، ويمنع تشكل الرمل والحصى في الكلى والمثانة والمجاري البولية كلها .
12 - يستعمل من قبل من يتبع حمية لأنه لا يحتوي على سكريات بشكل عال ، ولأنه مدر للبول ، ويقذف السوائل الزائدة خارج الجسم ، وله قدرة كبيرة على تذويب الشحوم لذلك فهو مفيد جداً للمصابين بفرط السمنة .
13 - ينشط وظائف الكبد ويكافح اليرقان .
14 - باحتوائه على مادة الفلوريد يمنع التسوس الاسنان ويفضل أن يعطى إلى الاطفال خلال مرحلة النمو لحماية اسنانهم واللثة .
مضار الاناناس وآثاره الجانبية :
إن أكل الاناناس بكثرة يؤدي إلى :-
1- إضطرابات في الجهاز الهضمي مثل ، إسهال معوي ، غثيان ، قيء
2- طفوح جلدية .
3- بثور في أطراف الشفتين والفم .
4- إنقباض في عضلات الرحم مما يسبب الإجهاض .
تفاعل الأناناس مع الأدوية :
يفضل عدم أكل الأناناس عند مرضى ضغط الدم الذي يستعملون :-
- أدوية الضغط .
- مميعات الدم .
تحيــــــ &* فرفش *& ــــاتي